اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الخميس، بعدة قضايا بارزة في الشأن المصري، كان من أهمها مسألة خلافة الرئيس مبارك وإمكانية وصول قبطي إلى حكم مصر وتصريحات مسؤولين عن أزمة مياه النيل مع الدول الأفريقية، وأيضا أجواء انتخابات التجديد النصفي التي يشهدها مجلس الشورى، إضافة إلى إدراج جمال مبارك، نجل الرئيس، ومحمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، في قائمة ضمت أكثر الشخصيات نفوذا في الشرق الأوسط.
وأجرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية حوارا مع المفكر ميلاد حنا قال خلاله إن من يتحدثون عن إمكانية تولي قبطي حكم مصر واهمون، وهو أمر لن يحدث قبل مرور قرن من الزمان، محذرا في الوقت نفسه من وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم، حيث دعا المصريين إلى التمسك ببقاء الثقافة العامة ثقافة علمانية وليست دينية.
وأعرب حنا عن اعتقاده بأن جمال مبارك، الأمين العام المساعد في الحزب الوطني الحاكم ونجل الرئيس مبارك، ليس رجل سياسة، وأنه لم يثبت نفسه كشخصية عامة مقنعة وقادرة على شغل منصب رئيس الدولة، مشيرا إلى أن مبارك الابن لو أقدم على ذلك ونجح في الانتخابات فأهلا به، وعليه أن يثبت كفاءته سواء بالسلب أو الإيجاب.
وأكد المفكر أن الأقباط ليست لديهم أي مشكلة في المشاركة في الأعمال السياسية والثقافية في وطنهم مصر، غير أنه استنكر صعود التيار الديني ممثلا في جماعة الإخوان، حيث قال إن الاختيار في الانتخابات يتم على أساس الدين وليس على أساس مصلحة الوطن العامة.
مياه النيل ليست صراع حياة أو موت
ونقلت صحيفة القبس الكويتية عن صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى والأمين العام للحزب الوطني، قوله إن قضية مياه النيل ليست صراع حياة أو موت كما يحب البعض أن يصورها، وأن مصر لا يمكن أن تدير آلتها العسكرية تجاه دول المنبع في حوض النيل، مطالبا وسائل الإعلام بأن ترفع يدها ولا تندفع إلى ما ينشر في بعض صحف دول المنبع.
ومن جانب آخر خاطب الشريف من يتوقعون حدوث فوضى في مصر مستقبلا، قائلا: لا تعيشوا في وهم تصدقونه أنتم، ولا تعيشوا في مظنة الفوضى، مصر بلد آمن مستقر، ولا تفسروا حرية الرأي تفسيرا خاطئا، لأن مصر قوية ودولة مؤسسات تحترم القانون، ومن يخرج عن القانون سيحاكم، فمصلحة البلاد خط أحمر.
غياب مصر الإستراتيجي
وفي صحيفة النهار اللبنانية تساءل جهاد الزين، الكاتب اللبناني، عما إذا كانت "صدمة" نهر النيل "الوجودية" التي سببتها لمصر مادة في اتفاق عقدته دول المنابع تعطي لنفسها فيها حق إقامة مشروعات وسدود على النهر داخل أراضيها، ضرورية لمصر لكي تدرك فداحة الفراغ الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط، وأهم ما فيه الغياب الإستراتيجي المتهمة به دولة محورية ذات أهمية مثل مصر، لتبدأ القيادة والنخب الحكومية وغير الحكومية عملية مراجعة عميقة تتجاوز التحرك النشط الذي بدأته الرئاسة مع بعض الحكومات الأفريقية؟
أما في صحيفة الحياة اللندنية، فكتب محمد صلاح، مدير مكتبها في القاهرة، أن أجواء انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى لا تشير إلى وجود معركة انتخابية أصلا، وأن أكثر ما يلفت الانتباه هو غياب النساء والأقباط تقريبا عن المعركة، على الرغم من الأحاديث الوردية عن الحراك السياسي ونيل المرأة جزءا من حقوقها وضرورة تمثيل الأقباط في المجالس النيابية.
الحكم في كارثة الدويقة
كما أبرزت صحيفة الإمارات اليوم خبر الحكم بالسجن لـ8 موظفين تسببوا في مقتل 119 بكارثة الدويقة، كان من بينهم نائب لمحافظ القاهرة لإدانتهم بالإهمال، مما تسبب في كارثة سقوط صخور كبيرة على منازل بمنطقة عشوائية ومقتل 119 شخصا وإصابة 55 آخرين.
وقال مصدر إن محكمة جنح منشأة ناصر والجمالية -إحدى محاكم الجنح في العاصمة- قضت بالسجن لمدة 5 سنوات على محمود ياسين، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية السابق، ودفع كفالة بـ5000 جنيه لوقف تنفيذ العقوبة، بينما حكمت على الـ7 الآخرين بالسجن لمدة 3 سنوات ودفع كفالة 3000 جنيه لكل منهم للسبب نفسه.
جمال والبرادعي من أكثر شخصيات المنطقة نفوذا
وذكرت صحيفة القدس العربي اللندنية أن جمال مبارك والبرادعي كانا ضمن قائمة تضم أكثر 50 شخصية سياسية واقتصادية نفوذا في الشرق الأوسط في استفتاء أجرته مجلة ميدل إيست البريطانية للعام الثاني على التوالي، كما شملت مجموعة معتبرة من مصر، كان بينهم نوال السعداوي، الكاتبة المثيرة للجدل، ونجيب ساويرس، رجل الأعمال، إضافة إلى شفيق جابر، رئيس المنتدى الاقتصادي المصري، الذي جاء في المرتبة الثالثة.
نفوذ أكبر لمصر
واهتمت الصحيفة بقول السفيرة فاطمة جلال، الأمين العام للصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا: إن موارد الحكومة المصرية سيكون لها تأثير محدود على الخلاف الذي أدى إلى نشاط دبلوماسي محموم بين القاهرة وعواصم أفريقية في الأسابيع الأخيرة، مضيفة أنه يتعين على الشركات أن تضاعف استثماراتها في دول حوض النيل كي تحصل مصر على قدر أكبر من النفوذ يمكنها من التأثير في تحديد كيفية استخدام مياه النهر الحيوية.